وفي هذه الفترة كانت حادثة الإسراء بمثابة امتحان لقدرات أصحابه على تصور المدى الذي يكافحون فيه مع رسولهم وقائدهم من أجل إبلاغ الرسالة وبناء الإنسان الصالح، وإبتلاءاً صعباً لأصحاب النفوس الضعيفة.
ولم تستطع قريش المشركة أن تدرك المعاني السامية في أمر الإسراء فما بحدّثهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
عن ذلك حتى راحوا يسألون عن الصورة المادية من أمر الإسراء وإمكانية تحققها والأدلة على ذلك ـ فقال بعضهم: والله إن العِير لتطّرد شهراً من مكة إلى الشام مدبرة وشهراً مقبلة، أيذهب محمد ذلك في ليلة واحدة
ويرجع؟! ووصف لهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
المسجد الأقصى وصفاً دقيقاً، وذكر لهم أنّه مرّ بقافلة وهم يطلبون بعيراً قد ضلّ لهم، وفي رحلهم قعب ماء كان مكشوفاً وقد غطّاه كما كان.
ــــــــــــ
وسألوه عن قافلة اُخرى فقال: مررت بها بالتنعيم، وبيّن لهم أحمالها وهيئاتها وقال: يقدمها بعير بصفة كذا وسيطلع عليكم عند طلوع الشمس. فجاء كل ما قاله صحيحاً كما أخبر به
.