الأسرة هي المؤسسة الأولى والأساسية من بين المؤسسات الاجتماعية المتعددة ، وهي المسؤولة عن رفد المجتمع بالعناصر الصالحة ، وهي نقطة البدء التي تزاول إنشاء وتنشئة العنصر الإنساني وقد وضع القواعد الأساسية في تنظيمها وضبط شؤونها ، ابتداءً باختيار شريك الحياة المناسب على أساس التديّن وحسن الخلق والانحدار من أسرة صالحة ، كما وضع برنامجاً للحقوق والواجبات على كل من الزوجين، ومراعاتهما من قبلهما كفيل بإشاعة الاستقرار والطمأنينة في أجواء الأسرة .
ــــــــــــــ
فقد روى عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
حق الزوج على الزوجة بقوله :( أن تطيعه ولا تعصيه ، ولا تتصدق من بيتها بشيء إلاّ بإذنه ، ولا تصوم تطوعاً إلاّ بإذنه ، ولا تمنعه نفسها وإن كانت على ظهر قتب ، ولا تخرج من بيتها إلاّ بإذنه ...)
.
وقال عليه السلام
:( جهاد المرأة حسن التبعل )
.
ودعا إلى تحمّل أذى الزوج من أجل إدامة العلاقة الزوجية ، وعدم تفكّك الأسرة من خلال عدم مقابلة الأذى بأذى ، بقوله عليه السلام
:( وجهاد المرأة أن تصبر على ما ترى من أذى زوجها وغيرته)
.
ووضع الإمام عليه السلام
واجبات على الزوج اتجاه زوجته ، وهو مسؤول عن تنفيذها لكي يتعمق الودّ بينهما ، ويكون الاستقرار والهدوء هو السائد في أجواء الأسرة ، ومن هذه الحقوق ، الإطعام وما تحتاجه من ثياب ، قال عليه السلام
:( من كانت عنده امرأة فلم يكسها ما يواري عورتها ويطعمها ما يقيم صلبها كان حقاً على الإمام أن يفرّق بينهما )
.
وأكّد على الاهتمام بالزوجة ومراعاتها ، فقد روى عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
قوله :( أوصاني جبرئيل بالمرأة حتى ظننت أنه لا ينبغي طلاقها إلاّ من
ــــــــــــــ
فاحشة بيّنة)
.
وحثّ على تحمل الأذى من المرأة ، وعدم مقابلة الأذى بالأذى لأن ذلك يؤدي إلى تردّي العلاقات وتشنجها ، فقال عليه السلام
:(من احتمل من امرأته ولو كلمة واحدة أعتق الله رقبته من النار وأوجب له الجنة ...)
.
وقد كان عليه السلام
أسوة في تحمل الأذى ، حتى قال الإمام الصادق عليه السلام
:(كانت لأبي امرأة وكانت تؤذيه وكان يغفر لها )
.
ووضع عليه السلام
منهجاً للحقوق والواجبات بين الأبناء ووالديهم ، فالواجب على الوالدين تربية أولادهم على المفاهيم والقيم الإسلامية
. وإبعادهم عن الانحرافات بمختلف ألوانها
.
ووضع عليه السلام
برنامجاً للتربية في مختلف مراحل حياة الأطفال ابتداءً بالطفولة المبكرة حتى بلوغ وسن التكليف والرشد
.
وحثّ عليه السلام
على التعامل المتوازن مع الأطفال فقال عليه السلام
:(شرّ الآباء من دعاه التقصير إلى العقوق وشرّ الآباء من دعاه البر إلى الإفراط)
.
وأمر عليه السلام
ببرّ الوالدين، فقال:(ثلاثة لم يجعل الله عَزَّ وجَلَّ فيهنّ رخصة: أداء الأمانة إلى البرّ والفاجر، والوفاء بالعهد للبرّ والفاجر ، وبرّ الوالدين برّين كانا أو فاجرين)
.
وكانت أوامره مؤكدة على برّ الوالدين وان كانا منحرفين أو فاجرين وذلك لحقوقهما على الابن.
ــــــــــــــ
ونهى عن العقوق مهما كانت الظروف ، وان كان الوالدان مسيئين للأبناء ، فقد روى عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
قوله :(إياكم وعقوق الوالدين ، فإنّ ريح الجنّة توجد من مسيرة ألف عام ، ولا يجدها عاقّ ...)
.