إن الصراع بين الإسلام والجاهلية، وبين الحق والباطل لا ينتهي ما دام كل منهما موجوداً وله كيان وقيادة وأنصار ويستمر الصراع إلى أن ينتصر الحق على الباطل في نهاية الشوط ويمثل ظهور الإمام المهدي عليه السلام
وثورته ضد الظلم العالمي الشامل آخر حلقة من حلقات الصراع المستمرة حيث يختفي الباطل ولا يبقى له كيان مستقل.
وانتظار الإمام المهدي الثائر عليه السلام
هو حركة ايجابية وتعبير عن حيويّة الروح الثوريّة وهو يتطلّب تعبئة الأفكار والطاقات للاشتراك في عملية الخلاص والإنقاذ الشامل.
وقد أكّد جميع الأئمة من أهل البيت عليهم السلام
على هذه الحقيقة لا سيَّما الإمام الباقر عليه السلام
; وذلك لكي تتعمق هذه القضيّة الكبرى في العقول والنفوس جميعاً.
قال عليه السلام
:(إنما نجومكم كنجوم السماء كلّما غاب نجم طلع نجم حتى إذا أشرتم بأصابعكم، وملتم بحواجبكم غيَّب الله عنكم نجمكم واستوت بنو عبد المطّلب فلم يعرف أيٌّ من أيّ فإذا طلع نجمكم، فاحمدوا ربّكم)
.
واعتبر ثورة الإمام المهدي عليه السلام
من الأمر الإلهي المحتوم، حين قال:(من المحتوم الّذي حتمه الله قيام قائمنا)
.
ــــــــــــــ
وقال عليه السلام
:(لا تزالون تمدّون أعناقكم إلى الرجل منّا تقولون هو هذا، فيذهب الله به، حتى يبعث الله لهذا الأمر من لا تدرون ولد أم لم يولد، خلق أو لم يخلق)
.
وكان يهىّء الأذهان للتعبئة إلى ذلك اليوم ويقول:(إذا قام قائمنا وظهر مهديّنا كان الرجل أجرأ من ليث وأمضى من سنان)
.