كان الإمام عليه السلام
يقوم بنفسه بإحياء الشعائر الحسينية، حيث كان يقيم مجالس العزاء في منزله، دون معارضة من قبل الحكّام الأمويين لأنهم لا يستطيعون منع مجلس عزاء يقيمه الإمام عليه السلام
على جدِّه، ولأنهم كانوا يحاولون إلقاء اللوم في قتل الحسين وأهل بيته وصحبه على آل أبي سفيان.
ــــــــــــــ
وتجسّدت الشعائر الحسينية بالممارسات التالية:
١ ـ الحزن وإقامة مجالس العزاء: شجَّع الإمام على البكاء لمصاب جدّه الإمام الحسين عليهما السلام
وأهل بيته، والأبرار من صحابته من أجل أن تتجذّر الرابطة العاطفية به عليه السلام
في المشاعر، وكان يقول: (من ذرفت عيناه على مصاب الحسين ولو مثل البعوضة غفر الله له ذنوبه)
.
٢ ـ الزيارة: حثّ الإمام الباقر عليه السلام
على زيارة قبر جدّه الإمام الحسين عليه السلام
لتعميق الارتباط به شخصاً ومنهجاً، واستلهام روح الثورة منه، ومعاهدته على الاستمرار على نهجه.
وكان يؤكد لمحبّيه والمؤمنين بقيادته الاهتمام بها، ويقول: (مروا شيعتنا بزيارة الحسين بن علي، وزيارته مفروضة على من أقرّ للحسين بالإمامة)
.
وأكّد عليه السلام
على لزوم اقتران حب أهل البيت عليهم السلام
بزيارة قبر الحسين عليه السلام
كما جاء في قوله: (من كان لنا محبّاً فليرغب في زيارة قبر الحسين عليه السلام
، فمن كان للحسين زوّاراً عرفناه بالحب لنا أهل البيت)
.
٣ ـ إنشاء الشعر: كما كان عليه السلام
يشجع على قول الشعر في الإمام الحسين عليه السلام
وقد بذل من أمواله لنوادب يندبن بمنى أيام الموسم
.
وقد أثمر هذا الحثّ إحياء روح الثورة والنهوض، حتى إن الثورات التي انطلقت بعد عصر الإمام الباقر عليه السلام
كانت تنطلق في عاشوراء ; إذ كان الثّوار يتزوّدون من قبره عليه السلام
ثم ينطلقون بثورتهم وحركتهم المسلّحة غالباً.
ــــــــــــــ