قام الإمام عليه السلام
بنشر الأحاديث الشريفة النبوية المرتبطة بالجوانب الأخلاقية والاجتماعية لكي تكون هي الحاكمة على الممارسات السلوكية والعلاقات الاجتماعية، ولكي تكون نبراساً لأفراد المجتمع بمختلف طبقاتهم في مسيرتهم الإنسانية، تنطلق بهم نحو السمو والتكامل، والارتقاء للوصول إلى المقامات العالية التي وصل إليها الصالحون والأولياء.
ــــــــــــــ
وكان عليه السلام
ـ من خلال نشر هذه الأحاديث النبوية ـ يشير إلى العوامل الأساسية في صلاح الأخلاق والأوضاع الاجتماعية، وهي صلاح الفقهاء والأمراء، فقد روى عليه السلام
قول جدّه صلى الله عليه وآله وسلم
:(صنفان من أمتي إذا صلحا صلحت أمتي، وإذا فسدا فسدت أمتي الفقهاء والأمراء)
.
ودعا عليه السلام
إلى إخلاص النصيحة والإيثار في الممارسة الإصلاحية على ضوء ما جاء عن جدّه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
:(لينصح الرجل منكم أخاه كنصيحته لنفسه)
.
وأكّد عليه السلام
على دعوة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
إلى العفّة وتعجيل الخير بقوله:(إن الله يحبُّ الحييَّ الحليم العفيف المتعفف)
. وقوله صلى الله عليه وآله وسلم
:(إن الله يحب من الخير ما يعجّل)
.
وأكّد عليه السلام
على الأحاديث الداعية إلى حسن الخلق والكف عن أعراض المؤمنين منها قوله عليه السلام
:(والذي لا اله إلاّ هو ما أعطي مؤمن قط خير الدنيا والآخرة إلاّ بحسن ظنّه بالله ورجائه له، وحسن خلقه، والكف عن اغتياب المؤمنين)
.
ــــــــــــــ
وقال عليه السلام
:(إن رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم
نهى عن القيل والقال، وفساد المال، وكثرة السؤال)
.
ودعا عليه السلام
إلى إدخال السرور على المؤمن كما ورد في قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
:(من سرَّ مؤمناً فقد سرني ومن سرني فقد سر الله)
.
وحث عليه السلام
على صلة الرحم بقوله صلى الله عليه وآله وسلم
:(إن أعجل الخير ثواباً صلة الرحم)
.
وذكر عليه السلام
عشرات الأحاديث الشريفة التي تدعو إلى مكارم الأخلاق في الصدق والإيثار والتعاون والوفاء بالعهد وحسن التعامل مع المسلمين وغيرهم، إضافة إلى الأحاديث الناهية عن الممارسات السلبية كالكذب والبهتان والتعيير ونقض العهد، والخيانة والاعتداء على الأعراض والنفوس.
وممّا جاء في ذلك قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
:(سباب المؤمن فسوق، وقتاله كفر، وأكل لحمه معصية)
.
وقال عليه السلام
:سئل رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم
عن خيار العباد، فقال: (الذين إذا أحسنوا استبشروا، وإذا أساؤا استغفروا، وإذا أعطوا شكروا، وإذا ابتلوا صبروا، وإذا غضبوا غفروا)
.
ولم يكتف عليه السلام
بنشر الأحاديث الشريفة والدعوة إلى تجسيد محتواها في الواقع، وإنّما قام بأداء دور القدوة في ذلك فكان بنفسه قمة في جميع المكارم والمآثر، وقد أبرز للمسلمين من خلال سلوكه نموذجاً من أرقى نماذج الخلق الإسلامي الرفيع، فكان عليه السلام
القمة السامية في الصدق والوفاء بالعهد، وأداء الأمانة، وفي التواضع واحترام الآخرين، والاهتمام بأمور المسلمين، وقضاء حوائج المحتاجين، فكانت معالجته للواقع معالجة عملية من خلال سلوكه النموذجي مع مختلف أصناف الناس موالين، ومخالفين.
ــــــــــــــ