وقف الإمام عليه السلام
موقف الحياد من الثورات التي قادها الخوارج، فلم يصدر منه تأييد ولا معارضة، لكي لا يستثمر قادة الثورات أو الحكّام موقف الإمام عليه السلام
لصالحهم، ولكي تستمر روح الثورة في النفوس.
وفي عهده عليه السلام
لم تنطلق أي ثورة علوية يقودها أحد أهل البيت عليهم السلام
أو أحد أنصارهم، لأنّ الإمام عليه السلام
كان مشغولاً ببناء وتوسعة القاعدة الشعبية، لكي تنطلق فيما بعد، أي بعد إكمال العدّة والعدد، وكان عليه السلام
يوجّه الأنظار إلى ثورة أخيه زيد التي أخبر أنها ستنطلق في المستقبل القريب.
وكان يربط بين موقف زيد المستقبلي وبين موقفه عليه السلام
منه فيقول:(أمّا عبد الله فيدي التي أبطش بها، وأما عمر فبصري الذي أبصر به، وأما زيد فلساني الذي أنطق به * ...)
.
ــــــــــــــ
وكان عليه السلام
يحذِّر من خذلان زيد ومحاربته فيقول:(إن أخي زيد بن علي خارج فمقتول على الحق، فالويل لمن خذله، والويل لمن حاربه، والويل لمن قاتله)
.
وكان عليه السلام
هو الموجّه لحركة أخيه زيد، وكان زيد أحد المنضوين تحت لواء إمامته، وكانت حركته العسكرية ذراعاً واقعياً لأهل البيت عليهم السلام
ليقاوموا من خلالها انحراف الحكّام بعد عجز الأساليب الأخرى عن التأثير.
وممّا يؤكد هذه التبعية قول زيد رحمه الله:
فمن لي سوى جعفر بعده
|
|
إمام الورى الأوحد الأمجد
|
فتأجلت الثورة المسلحة إلى وقتها المناسب وتفجّرت بعد أقلّ من عشر سنين من استشهاد الإمام محمد الباقر عليه السلام
.