وتأثر الحر بن يزيد الرياحي بكلمات الإمام الحسين عليه السلام وندم على ما سبق منه معه، وراح يدنو بفرسه من معسكر الحسين تارة ويعود إلى موقفه أخرى وبدا عليه القلق والاضطراب. وعند ما سئل عن السبب في ذلك قال: (والله إني أُخيِّرُ نفسي بين الجنة والنار وبين الدنيا والآخرة ولا ينبغي لعاقل أن يختار على الآخرة والجنة شيئاً)، ثم ضرب فرسه والتحق بالحسين عليه السلام ووقف على باب فسطاطه، فخرج إليه الحسين عليه السلام فانكبَّ عليه الحرّ يُقبّل يديه ويسأله العفو والصفح، فقال له الحسين عليه السلام : (نعم، يتوب الله عليك وهو التّواب الرحيم). فقال له الحر: والله لا أرى لنفسي توبة إلاّ بالقتال بين يديك حتى أموتَ دونك. وخطب الحر في أهل الكوفة فوعظهم وذكّرهم موقفهم من الإمام عليه السلام ودعوتهم له وحثّهم على عدم مقاتلة الإمام عليه السلام ثم مضى إلى الحرب فتحاماه الناس، ثم تكاثروا عليه حتى استشهد(3) .