لقد أترعت نفس يزيد بالحقد على الرسولصلىاللهعليهوآله والبغض له، لأنّه وتره باُسرته يوم بدر، ولمّا أباد العترة الطاهرة جلس على أريكة الملك جذلان مسروراً، فقد استوفى ثأره من النبيصلىاللهعليهوآله وتمنّى حضور أشياخه ليروا كيف أخذ بثأرهم، وجعل يترنّم بأبيات عبد الله بن الزبعرى:
ليت أشياخي ببدر شهدوا |
|
جزع الخزرج من وقع الأسلْ |
____________________
(1) مروج الذهب: 2 / 94.
(2) الأغاني لأبي الفرج الإصفهاني: 7 / 170.
لأهلّوا واستهلّوا فرحاً |
|
ثم قالوا يا يزيد لا تشلْ |
قد قتلنا القرم من أشياخهم |
|
وعدلناه ببدر فاعتدلْ |
لعبت هاشم بالملك فلا |
|
خبر جاء ولا وحي نزلْ |
لست من خندف إن لم أنتقم |
|
من بني أحمد ما كان فعلْ(1) |
بل إنّ يزيداً جاهر بإلحاده وكفره عندما تحرّك عبد الله بن الزبير ضدّه في مكة، فقد وجّه جيشاً لإجهاض تحرّك ابن الزبير وزوّده برسالة إليه، ورد فيها البيت الآتي:
ادع إلهك في السماء فإنّني |
|
أدعو عليك رجال عك وأشعرا(2) |