شعرت قريش بعد حرب الفجار بضعفها وتفرّق كلمتها، وخشيت من طمع العرب فيها بعد أن كانت قويةً منيعةً، فدعا الزبير بن عبد المطلب إلى حلف
ــــــــــــ
الفضول حيث اجتمعت بنو هاشم وزهرة وتميم وبنو أسد في دار عبد الله بن جدعان، وغمس المتحالفون أيديهم فى ماء زمزم وتحالفوا على نصرة المظلوم، والتأسي بالمعاش، والنهي عن المنكر
وكان أشرف حلف في العهد الجاهلي. وقد شارك محمّد صلى الله عليه وآله وسلم
في هذا الحلف وكان يومئذ قد جاوز العشرين من عمره
وقد أثنى عليه بعد نبوّته وأمضاه. بقوله: ما أحب أن لي بحلف حضرته في دار ابن جدعان حمر النعم ولو دعيت به في الإسلام لأجبت)
.
وقيل في سبب تسميته بحلف الفضول أنه قد حضره ثلاثة نفر أسماؤهم مشتقة من مادة (الفضل) وكان السبب في عقد هذا الحلف ما روي من أنه: أتى رجل من زبيد أو من بني أسد بن خزيمة مكة في شهر ذي القعدة ببضاعة فاشتراها منه العاص بن وائل السهمي وحبس عنه حقه فاستعدى عليه الزبيدي قريشاً فأبت الأحلاف من قريش معونة الزبيدي على العاص بن وائل وانتهروه فلما رأى الزبيدي الشرّ صعد على جبل أبي قبيس واستغاث فقام الزبير بن عبد المطلب ودعا إلى الحلف المذكور; فعقد، ثم مشوا إلى العاص وانتزعوا منه سلعة الزبيدي فدفعوها إليه
.
ــــــــــــ