حقد معاوية على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فقد مكث في أيام خلافته أربعين جمعةً لا يصلّي عليه، وسأله بعض أصحابه عن ذلك فقال: لا يمنعني عن ذكره إلاّ أن

____________________

(1) حياة الإمام الحسين عليه السلام : 2 / 144 - 145.

(2) مسند أحمد بن حنبل: 5 / 347.

(3) سنن النسائي: 7 / 279.

(4) راجع قصة الاستلحاق وأسبابها وآثارها في (حياة الإمام الحسن بن علي): 2 / 174 - 190.


تشمخ رجال بآنافها)(1) . وسمع المؤذّن يقول: (أشهد أن لا إله إلاّ الله وأنّ محمّداً رسول الله...) واندفع يقول: لله أبوك يا ابن عبد الله، لقد كنت عالي الهمّة، ما رضيت لنفسك إلاّ أن يقرن اسمك باسم رب العالمين(2) .

وسخّر معاوية جميع أجهزته للحطّ من قيمة أهل البيت عليهم السلام الذين هم وديعة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله حتى استخدم أخطر الوسائل في محاربتهم وإقصائهم عن واقع الحياة الإسلامية، وكان من بين ما استخدمه في ذلك:

1 - تسخير الوعّاظ ليحوّلوا القلوب عن أهل البيت عليهم السلام .

2 - افتعال الأخبار على لسان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله للحطّ من قيمة أهل البيت عليهم السلام وقد استفاد من أبي هريرة الدوسي، وسمرة بن جندب، وعمرو بن العاص، والمغيرة بن شعبة، حيث اختلقوا مئات الأحاديث على لسان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله .

3 - استخدم معاوية معاهد التعليم وأجهزة الكتاتيب لتغذية النَشْء ببغض أهل البيت عليهم السلام وخلق جيل معاد لهم.

وتمادى معاوية في عدائه لأمير المؤمنين عليه السلام فأعلن سبّه ولعنه في نواديه العامة والخاصة، وأوعز إلى جميع عمّاله وولاته أن يذيعوا سبّه بين الناس، وسرى سبّ الإمام في جميع أنحاء العالم الإسلامي، وقد خطب معاوية في أهل الشام فقال لهم: أيّها الناس، إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال لي: إنّك ستلي الخلافة من بعدي فاختر الأرض المقدسة - يعني الشام - فإنّ فيها الأبدال وقد اخترتكم فالعنوا أبا تراب(3) .

____________________

(1) حياة الإمام الحسين عليه السلام : 2 / 151، عن النصائح الكافية: 97.

(2) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 10 / 101.

(3) حياة الإمام الحسين عليه السلام : 2 / 160، وشرح نهج البلاغة: 3 / 361.