عُرف معاوية بالخلاعة والمجون، يقول ابن أبي الحديد: كان معاوية أيام عثمان شديد التهتّك موسوماً بكلّ قبيح، وكان في أيام عمر يستر نفسه قليلاً; خوفاً منه إلاّ أنّه كان يلبس الحرير والديباج ويشرب في آنية الذهب والفضة، ويركب البغلات ذوات السروج المحلاّت بها - أي بالذهب - وعليها جلال الديباج والوشي...
____________________
(1) حياة الإمام الحسين عليه السلام : 2 / 137.
(2) حياة الإمام الحسين عليه السلام : 2 / 138 - 139، والعقد الفريد: 2 / 159.
(3) الأغاني لأبي الفرج الإصفهاني: 22/382 طبعة بيروت.
ونقل الناس عنه في كتب السيرة أنّه كان يشرب الخمر في أيام عثمان في الشام(1) .
وروي عن عبد الله بن بريدة قوله: دخلتُ أنا وأبي على معاوية فأجلسنا على الفراش، ثم أوتينا بالطعام فأكلنا ثم أوتينا بالشراب فشرب معاوية! ثم ناول أبي فقال: ما شربته منذ حرّمه رسول اللهصلىاللهعليهوآله (2) .
وثمة روايات عديدة تحدّثت عن أكل معاوية للربا، منها: أنّ معاوية باع سقاية من ذهب أو ورق بأكثر من وزنها، فقال له أبو الدرداء: سمعت رسول اللهصلىاللهعليهوآله نهى عن مثل هذا إلاّ مِثلاً بمثل، فقال معاوية: ما أرى به بأساً. فقال له أبو الدرداء: من يُعذرُني من معاوية؟ أنا أخبره عن رسول الله وهو يخبرني عن رأيه! لا أُساكنك بأرض أنت بها. ثم قدم أبو الدرداء على عمر بن الخطّاب فذكر له ذلك، فكتب عمر إلى معاوية: أن لا تبع ذلك إلاّ مثلاً بمثل ووزناً بوزن(3) .
ومن مظاهر استخفاف معاوية بالقيم الإسلامية استلحاقه زياد بن عبيد الرومي وإلصاقه بنسبه من دون بيّنة شرعيّة، وإنّما اعتمد على شهادة أبي مريم الخمّار وهو ممّا لا يثبت به نسب شرعي، وقد خالف بذلك قول رسول اللهصلىاللهعليهوآله : (الولد للفراش وللعاهر الحجر)(4) .