تعتبر المرحلة التي صالح فيها الإمام الحسن عليه السلام
معاوية بن أبي سفيان من أصعب مراحل حياته عليه السلام
وأكثرها تعقيداً وحسّاسية وأشدها إيلاماً، بل إنّها كذلك وعلى مدى حياة أهل بيت رسول الله عليه السلام
، وقد أصبح صلح الإمام عليه السلام
من أهم الأحداث في التاريخ الإسلامي بما تستبطنه من موقف بطولي للإمام المعصوم عليه السلام
، وبما أدّى إليه من تطورات واعتراضات وتفسيرات مختلفة طوال القرون السالفة وحتى عصرنا الحاضر، وألّف الباحثون المسلمون في توضيح وتحليل الصلح كتباً عديدة، وأصدر الأعداء والأصدقاء أحكامهم بشأنه.
وقد انبرى باحثون معاصرون من الطراز الممتاز مثل المرحوم الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء والشيخ راضي آل ياسين والشيخ باقر شريف القرشي للكتابة عن الإمام عليه السلام
وصلحه الذي قام به من أجل الإسلام.
وسنبدأ بالحديث عمّا ورد عن هذا الصلح تأريخياً، ثم ننقل كلمات الإمام عليه السلام
في الأسباب الكامنة وراء قبوله بالصلح، وبعد ذلك نقوم بالتحليل.