1 ـ جاء في الخطبة المعروفة عنها
1 ـ جاء في الخطبة المعروفة عنها قولها للصحابة حين اعترضت
على أبي بكر بعد حادث السقيفة المرّ : «أنتم عِبادَ الله نصب أمرِه ونهيِه ،
وحَمَلَة دينهِ وَوَحْيهِ ، واُمناء الله على أنفسكم ، وبُلَغاؤه إلى الاُمم ،
زعيمُ حق له فيكم، وعهدٌ قدّمه إليكم، وبقيّةٌ استخلفها عليكم ، كتاب الله الناطق ،
والقرآن الصادق ، والنور الساطع ، والضياء اللامع ، بيّنةً بصائره ، منكشفةً سرائره
، منجليةً ظواهره ، مغتَبِطَةً به أشياعُه ، قائداً إلى الرضوان اتّباعه ، مؤدّ إلى
النّجاة استماعُه ، بِه تُنال حججُ اللهِ المُنَوَّرَةُ، وعزائِمُهُ المُفَسَّرَةُ،
ومحارِمُه المحذّرة ، وبيّناتُه الجالية ، وبراهينُه الكافية ، وفضائله المندوبة ،
ورُخَصُه الموهوبة ، وشرائعهُ المكتوبة .
2 ـ وقالت عن فلسفة التشريع في نفس الخطبة : «جعل الله الإيمان تطهيراً لكم من
الشرك، والصلاة تنزيهاً لكم عن الكبر ، والزكاةَ تزكيةً للنفس ، ونماءً في الرزق ،
والصيّامَ تَثبيتاً للإخلاص ، والحجَّ تشييداً للدين ، والعدْلَ: تنسيقاً للقلوب ،
وطاعتنا نظاماً للملّة ، وإمامتنا أماناً من الفرقة ، والجهادَ عِزّاً للإسلام ،
والصبّر معونةً على استيجاب الأجر ، والأمر بالمعروف مصلحة للعامّة ، وبرّ الوالدين
وقاية من السخط ، وصلة الأرحام مَنْسَأة في العمر ومنماة للعدد ، والقصاص حقناً
للدماء ، والوفاء بالنذر تعريضاً للمغفرة ، وتوفية المكائيل والموازين تغييراً
للبخس، والنهي عن شرب الخمر تنزيهاً عن الرجس ، واجتناب القذف حجاباً عن اللعنة،
وترك السرقة إيجاباً للعفّة ، وحرّم الله الشرك إخلاصاً له بالربوبيّة» .
3 ـ وقالت عن بعض اُصول التشريع : حدَّثنا أحمد بن يحيى الصوفيُّ، حدثنا عبد الرحمن
بن ديس الملائيّ ، حدثنا بشير بن زياد الجزريُّ ، عن عبدالله بن حسن ، عن اُمِّه
فاطمة بنت الحسين ، عن فاطمة الكبرى قالت : قال النبيُّ (صلى الله عليه وآله) : إذا
مرض العبد أوحى الله إلى ملائكته أن ارفعوا عن عبدي القلم ما دام في وثاقي ، فإنّي
أنا حبسته ، حتّى أقبضه أو اُخلّي سبيله .
قال : فذكرت لبعض ولده فقال : كان أبي يقول : أوحى الله إلى ملائكته : اكتبوا لعبدي
أجر ما كان يعمل في صحَّته .
4 ـ عن عليّ عن فاطمة رضي الله عنهما قالت : «قال لي رسول الله (صلى الله عليه
وآله) : يا حبيبة أبيها كلُّ مسكر حرام ، وكلّ مسكر خمر»[1] .
5 ـ عن سليمان بن أبي سليمان عن اُمّه اُمِّ سليمان قالت : دخلت على عائشة زوج
النبيّ (صلى الله عليه وآله) فسألتها عن لحوم الأضاحيّ ، فقالت : قد كان رسول
الله(صلى الله عليه وآله) نهى عنها ، ثمَّ رخَّص فيها .
قدم عليُّ بن أبي طالب من سفر فأتته فاطمة بلحم من ضحاياها ، فقال : «أو لم ينه
عنها رسول الله (صلى الله عليه وآله) ؟» فقالت : «إنَّه قد رخَّص فيها» . قالت :
«فدخل عليٌّ على رسول الله (صلى الله عليه وآله) فسأله عن ذلك ، فقال له : كلها من
ذي الحجَّة إلى ذي الحجَّة»[2] .
6 ـ عن سيّدة النساء فاطمة ابنة سيِّد الأنبياء صلوات الله عليهم أنّها سألت أباها
محمّداً (صلى الله عليه وآله) فقالت : «يا أبتاه! ما لمن تهاون بصلاته من الرجال
والنساء ؟» قال : «يا فاطمة من تهاون بصلاته من الرجال والنساء ابتلاه الله بخمس
عشرة خصلة: ستّ منها في دار الدنيا ، وثلاث عند موته ، وثلاث في قبره ، وثلاث في
القيامة إذا خرج من قبره .
أمّا اللّواتي تصيبه في دار الدّنيا : فالاُولى يرفع الله البركة من عمره، ويرفع
الله البركة من رزقه ، ويمحو الله عزّوجلّ سيماء الصالحين من وجهه ، وكلّ عمل يعمله
لا يؤجر عليه ، ولا يرتفع دعاؤه إلى السماء ، والسادسة ليس له حظّ في دعاء الصالحين
.
وأمّا اللواتي تصيبه عند موته : فأوَّلهنَّ أنّه يموت ذليلاً ، والثانية يموت
جائعاً ، والثالثة يموت عطشاً ، فلو سقي من أنهار الدنيا لم يرو عطشه .
وأمّا اللواتي تصيبه في قبره : فأوَّلهنَّ يوكِّل الله به ملكاً يزعجه في قبره ،
والثانية يضيّق عليه قبره ، والثالثة تكون الظلمة في قبره .
وأمّا اللواتي تصيبه يوم القيامة إذا خرج من قبره : فأوَّلهنَّ أن يوكِّل الله به
ملكاً يسحبه على وجهه والخلائق ينظرون إليه ، والثانية يحاسب حساباً شديداً ،
والثالثة لا ينظر الله إليه ولا يزكّيه وله عذاب أليم»[3] .