لا شك أنّ وفاة الزهراء
لا شك أنّ وفاة الزهراء (عليها السلام) كانت في السنة
الحادية عشرة من الهجرة ، لأنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله) حجّ حجّة الوداع في
السنة العاشرة ، وتوفّي في أوائل السنة الحادية عشرة ، واتّفق المؤرّخون على أنّ
السيّدة فاطمة (عليها السلام) قد عاشت بعد أبيها أقلّ من سنة ، علماً بأنّها كانت
في ريعان شبابها كما كانت في أتمّ الصحة في حياة أبيها ، نعم اختلفوا في يوم وشهر
وفاتها اختلافاً شديداً .
فقد روي أنّها عاشت بعد النبيّ (صلى الله عليه وآله) ستة أشهر . وقيل : خمسة وتسعين
يوماً . وقيل: خمسة وسبعين يوماً أو أقلّ من ذلك .
فعن الإمام الصادق (عليه السلام) : «أنها قبضت في جمادى الآخرة يوم الثلاثاء لثلاث
خلون منه ، سنة إحدى عشرة من الهجرة»[9] .
وعن الإمام الباقر (عليه السلام) : « وتوفّيت ولها ثماني عشرة سنة وخمسة وسبعون
يوماً » .
وعن جابر بن عبدالله الأنصاري : وقبض النبيّ ولها يومئذ ثماني عشرة سنة وسبعة
أشهر[10] .
قال أبو الفرج الإصفهاني : وكانت وفاة فاطمة الزهراء (عليها السلام) بعد وفاة
النبيّ (صلى الله عليه وآله) بمدّة يختلف في مبلغها، فالمكثر يقول ستة أشهر ،
والمقلّ يقول أربعين يوماً ، إلاّ أنّ الثابت في ذلك ما روي عن الإمام الباقر (عليه
السلام) أنّها توفيت بعد النبيّ بثلاثة أشهر[11] .
وهكذا انتهت حياتها الزاخرة بالفضائل والمناقب والمواقف المبدئية المشرفة ، فالسلام
عليها يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حيةً ورحمة الله وبركاته .