ولمّا أنهى الإمام عليه السلام خطابه، انبرى عبيد الله بن العباس فحفّز المسلمين إلى المبادرة لمبايعته قائلاً :

"معاشر الناس، هذا ابن نبيّكم، ووصيّ إمامكم فبايعوه". واستجاب الناس لهذه الدعوة المباركة، فهتفوا بالطاعة، وأعلنوا الرضا والانقياد قائلين :

__________

(١) الشورى (٢٣) : ٣٣ .

(٢) علاوة على الإرشاد، نُقلت الرواية في أمالي الطوسي وتفسير فرات، كما أنّ الكثير من كتب أهل السنة نقلت ما يماثل الروايتين، راجع " ملحقات إحقاق الحق ": ١١ / ١٨٢ ـ ١٩٣ .


"ما أحبّه إلينا وأوجب حقّه علينا وأحقّه بالخلافة "(١) وتمّت البيعة له في يوم الجمعة المصادف الحادي والعشرين من شهر رمضان في سنة (٤٠) للهجرة(٢) .

وثم نزل الحسن عن المنبر فرتّب العمّال وأمّر الأُمراء ونظر في الأمور، وأنفذ عبد الله بن العباس إلى البصرة(٣) .

كان أوّل شيء أحدثه الحسن بن عليّ عليه السلام أنّه زاد المقاتلة مئة مئة، وقد كان أبوه فعل ذلك يوم الجمل، والحسن عليه السلام فعله على حال الاستخلاف فتبعه الخلفاء بعد ذلك(٤) .