تحدّث أغلب المؤرّخين عن أنّ الإمام الحسن عليه السلام
ألقى في صباح الليلة التي دَفَنَ فيها أباه عليه السلام
خطبةً في الناس جاء فيها :
" أيّها الناس! في هذه الليلة نزل القرآن، وفي هذه الليلة رُفع عيسى بن مريم، وفي هذه الليلة قُتل يوشع بن نون، وفي هذه الليلة مات أبي أمير المؤمنين عليه السلام
، والله لا يسبق أبي أحد كان قبله من الأوصياء إلى الجنّة، ولا مَن يكون بعده، وإن كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
لَيبعثه في السرية فيقاتل جبرئيل عن يمينه وميكائيل عن يساره، وما ترك صفراء ولا بيضاء إلاّ سبعمئة درهم فضلت من عطائه كان يجمعها ليشتري بها خادماً لأهله "
.
ونقل الشيخ المفيد في "الإرشاد" الخطبة بهذه الصورة :
" وروى أبو مخنف لوط بن يحيى، قال : حدّثني أشعث بن سوار عن أبي إسحاق السبيعي وغيره، قالوا : خطب الحسن بن عليّ عليه السلام
في صبيحة الليلة التي قُبض فيها أمير المؤمنين عليه السلام
فحمد الله وأثنى عليه وصلّى على
__________
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
ثم قال : "لقد قُبض في هذه الليلة رجل لم يسبقه الأوّلون بعمل ولا يدركه الآخرون بعمل، لقد كان يجاهد مع رسول الله فيقيه بنفسه، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
يوجّهه برايته فيكنفه جبرئيل عن يمينه وميكائيل عن شماله، ولا يرجع حتى يفتح الله على يديه .
ولقد توفّي عليه السلام
في الليلة التي عُرِج فيها بعيسى بن مريم، وفيها قبض يوشع بن نون وصيّ موسى عليه السلام
وما خلّف صفراء ولا بيضاء إلاّ سبعمئة درهم، فَضُلت عن عطائه أراد أن يبتاع بها خادماً لأهله " .
ثم خنقته العَبرة فبكى وبكى الناس معه، ثم قال : " أنا ابن البشير أنا ابن النذير، أنا ابن الداعي إلى الله بإذنه، أنا ابن السراج المنير، أنا من أهل بيت أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً، أنا من أهل بيت فرض الله مودّتهم في كتابه فقال تعالى :(
قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْناً
)
، فالحسنة مودّتنا أهل البيت "
.