دخل رسول الله
دخل رسول الله (صلى الله عليه وآله) على فاطمة (عليها
السلام) في صبيحة عرسها بقدح فيه لبن فقال : « اشربي فداكِ أبوك » ، ثم قال لعلي
(عليه السلام) : « اشرب فداك ابن عمّك »[9] .
ثم سأل عليّاً : « كيف وجدت أهلك ؟ قال (عليه السلام) : نِعم العون على طاعة الله »
. وسأل فاطمة فقالت : « خير بعل »[10] .
قال عليّ (عليه السلام) : «ومكث رسول الله (صلى الله عليه وآله) بعد ذلك ثلاثاً لا
يدخل علينا، فلمّا كان في صبيحة اليوم الرابع جاءنا (صلى الله عليه وآله) ليدخل
علينا . . . » فلمّا دخل عليهما أمر عليّاً بالخروج ، وخلا بابنته فاطمة (عليها
السلام) وقال : « كيف أنت يا بُنيّة ؟ وكيف رأيت زوجكِ ؟ » .
قالت : « يا أبه خير زوج ، إلاّ أنّه دخل عليَّ نساء من قريش وقلن لي زوّجكِ رسول
الله من فقير لا مال له »، فقال (صلى الله عليه وآله) لها : « يا بنية ما أبوك ولا
بعلُك بفقير، ولقد عرضت عليَّ خزائن الأرض ، فاخترت ما عند ربّي ، والله يا بنية ما
ألوتك نصحاً أنّ زوّجتك أقدمهم سلماً وأكثرهم علماً وأعظمهم حلماً » .
« يا بُنية إنّ الله ـ عزوجل ـ اطلع إلى الأرض فاختار من أهلها رجلين فجعل أحدهما
أباك والآخر بعلك ، يا بنية نِعم الزوج زوجكِ ، لا تعصي له أمراً » .
ثم صاح رسول الله (صلى الله عليه وآله) بعليّ : « يا عليّ »، فقال : « لبيك يا رسول
الله » ، قال : اُدخل بيتك والطف بزوجتك وارفق بها ، فإنّ فاطمة بضعة منّي، يؤلمني
ما يؤلمها ويسرّني ما يسرّها ، أستودعكما الله وأستخلفه عليكم »[11] .
وفي رواية : لمّا زوّج رسول الله (صلى الله عليه وآله) إبنته فاطمة (عليها السلام)
قال لها : « زوّجتك سيّداً في الدنيا والآخرة ، وإنّه أول أصحابي إسلاماً وأكثرهم
علماً وأعظمهم حلماً »[12] .