فاقت فاطمة الزهراء
فاقت فاطمة الزهراء (عليها السلام) نساء عصرها في الحسب
والنسب فهي بنت محمّد رسول الله (صلى الله عليه وآله) وخديجة[7] رضي الله عنها
وسليلة الفضل والعلم والسجايا الخيّرة ، وغاية الجمال الخَلقي والخُلقي ، ونهاية
الكمال المعنوي والإنساني ، علا شأوها وتألّق نجمها .
وكانت (عليها السلام) تمتاز منذ صغر سنها بالنضج الفكري والرشد العقلي ، وقد وهب
الله لها عقلاً كاملاً وذهناً وقّاداً وذكاءً حادّاً وحسناً وجمالاً في إشراقةِ
محياها النورانية ، فما أكثر مواهبها وما أعظم فضائلها وهي تكبر يوماً بعد يوم تحت
ظلال النبيّ (صلى الله عليه وآله) حتى أدركت سلام الله عليها مدرك النساء!!
وما إن دخلت السنة الثانية من هجرة النبيّ (صلى الله عليه وآله) وبدأت طلائع
الاستقرار تلوح للمسلمين حتى خطبها أكابر قريش من أهل الفضل والسابقة في الإسلام
والشرف والمال من النبيّ (صلى الله عليه وآله)، فكان (صلى الله عليه وآله) يردّهم
ردّاً جميلاً ويقول لكلّ من جاءه : « إنّي أنتظر فيها أمر الله » وكان (صلى الله
عليه وآله) يعرض عنهم بوجهه الكريم حتى كان الرجل يظنّ في نفسه أنّ رسول الله (صلى
الله عليه وآله) ساخط عليه[8] .
وكان رسول الله قد حبسها على عليّ ، ويرغب أن يخطبها منه[9] .
وعن بريدة قال : خطب أبو بكر فاطمة (عليها السلام)، فقال رسول الله (صلى الله عليه
وآله) : « إنّها صغيرة ، وإنّي أنتظر بها القضاء » فلقيه عمر فأخبره ، فقال : ردّك
، ثم خطبها عمر فردّه[10] .