لمّا تزوّجت خديجة بنت خويلد رسول
لمّا تزوّجت خديجة بنت خويلد رسول الله (صلى الله عليه
وآله) هجرها نُسوة مكة وكنّ لا يكلّمنها ولا يدخلن عليها، فلمّا حملت بالزهراء
فاطمة (عليها السلام) كانت إذا خرج رسول الله (صلى الله عليه وآله) من منزلها
تكلّمها فاطمة الزهراء في بطنها من ظلمة الأحشاء ، وتحدّثها وتؤانسها ، فدخل يوماً
رسول الله (صلى الله عليه وآله) وسمع خديجة تحدّث فاطمة فقال لها : «يا خديجة! من
تكلّمين ؟ قالت : يا رسول الله إنّ الجنين الذي أنا حامل به إذا أنا خلوت به في
منزلي كلّمني وحدّثني من ظلمة الأحشاء، فتبسّم رسول الله (صلى الله عليه وآله) ثم
قال : «يا خديجة! هذا أخي جبرئيل(عليه السلام) يخبرني أنّها ابنتي، وأنّها النسمة
الطاهرة المطهّرة، وأنّ الله تعالى أمرني أن اُسمّيها « فاطمة» وسيجعل الله تعالى
من ذرّيتها أئمة يهتدي بهم المؤمنون»[3] .
وروي أنّه لمّا سأل الكفار رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه يريهم انشقاق القمر
ـ وقد بان لخديجة حملها بفاطمة وظهر ـ قالت خديجة : واخيبة من كذَّب محمّداً وهو
خير رسول ونبيّ فنادت فاطمة من بطنها : يا اُمّاه! لا تحزني ولا ترهبي فإنّ الله مع
أبي[4] .
إنّ خديجة التي وقفت مع رسول الله في أيام محنته الاُولى وتعرّضت لهجران النساء
عوّضها الله على صبرها وبذلها الغالي والنفيس من أجل نشر الدعوة الإسلامية عوّضها
بالبشرى بحملها بهذه البنت التي سيكون لها ولذريتها شأن عظيم .