بوفاة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم
ينتهي عهد الرسالة ويبدأ عهد الإمامة، بدءً بإمامة علي بن أبي طالب عليه السلام
والذي عيّنه الرسول الأمين ليتحمّل أعباء الثورة الإلهية المباركة والقيادة الربّانيّة للأُمة الإسلامية، التي حباها الله بوافر لطفه، وأنقذها من براثن الجاهلية، لتنعم في ظلِّ الهداية الرشيدة إلى حيث الكمال والجلال .
لقد اجتاز الحسنان عليهما السلام
مرحلة الصبا في حياة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
وقد عرفنا كيف أنّ الرسول صلى الله عليه وآله وسلم
لم يعاملهما معاملة الصبيان، بل كان يتعامل معهما كشخصيّتين إسلاميتين تنتظرهما مسؤوليات رياديّة كبرى، كما أفصحت عن ذلك نصوص نبويّة وفيرة .
وبدأت مرحلة فتوّتهما في ظلّ إمامة أبيهما، وفي ظروف غير مستقرّة، لا للدولة الإسلامية ولا لأهل بيت النبوّة، حيث أُبعد عليّ عليه السلام
عن القيادة السياسية، وتولّى الأمر رجال لم يجعل لهم نصيب في القيادة استئثاراً وحسداً، واستصغاراً لشأن عليّ عليه السلام
وموقعه الرياديّ الإلهيّ .
ثم تعرّضت دار الزهراءعليهاالسلام
للهجوم المباغت واقتيد عليّ عليه السلام
ليبايع أبا بكر; كي تستقر الدولة المهدّدة بالأخطار .
وفي كلّ هذه الأحوال كان الحسنان يراقبان تطوّرات الأحداث، وكيف أصبحا بعد ذلك العزّ في عهد جدّهما رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
يُستذلاّن وتستذلّ العترة النبوية الطاهرة، وقد كانت للزهراء ولابنيها مواقف شتى في هذه الفترة، وهي لا تخرج عن المخطّط الرسالي الذي خطّه لهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
فيما يرتبط بالرسالة بعد وفاته. وسوف نشير باختصار إلى المواقف التي ترتبط بالإمام الحسن عليه السلام
خاصّةً، أو به وبأخيه الحسين عليه السلام
.