إنّ إخراج الحسنين عليهما‌ السلام في قضية المباهلة لم يكن أمراً عادياً، وإنّما كان مرتبطاً بمعاني ومداليل خطيرة، أهمها: أنّ النبي صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلم حينما يكون على استعداد للتضحية بنفسه وبهؤلاء الذين يعتبرهم القمّة في النضج الرسالي، بالإضافة إلى أنّهم أقرب الناس إليه فإنّه لا يمكن أن يكون كاذباً ـ والعياذ بالله ـ في دعواه، كما لاحظه وأقرّه رؤساء النصارى الذين جاءوا ليباهلوه، وكذلك يدل على تفانيه في رسالته الإلهيّة وعلى ثقته بما يدعو إليه .