فتوسّط فيهم ببسالته التي قاتل بها مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
صادقاً مخلصاً ، فاشتبكت عليه الرماح فطعنه أبو العادية وابن جون السكسكي ، وروي أنّهما اختصما في رأس عمار إلى معاوية وعبد الله بن عمرو بن العاص جالس فقال لهم ك ليطب به أحدكما نفساً لصاحبه، فإنّي سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
يقول له :(يا عمّار تقتلك الفئة الباغية)
.
ــــــــــــ
وكان الإمام قلقاً لا يقرّ له قرار حين برز عمار للقتال في ذلك اليوم ، وأكثر من السؤال عليه حتى جاءه خبر استشهاده ، فأسرع إلى مصرعه كئيباً حزيناً تفيض عيناه دمعاً ، فقد غاب عنه الناصر الناصح والأخ الأمين ، ثمّ صلَّى عليه الإمام عليه السلام
ودفنه .
وسرى خبر استشهاد عمار بين الجيشين فوقعت الفتنة بين صفوف جيش معاوية ، لما يعلمون من مكانة عمار وحديث الرسول صلى الله عليه وآله وسلم
له ولكنّ المكر والحيلة كانا بالمرصاد لكلّ ساذج جاهل ، فأشاع معاوية أنّ الذي قتل عماراً من جاء به وأذعن بسطاء أهل الشام لهذه الضلالة
.
وروي : أنّ ذلك بلغ الإمام علياً عليه السلام
فقال :ونحن قتلنا حمزة لأنّا أخرجناه إلى أُحد؟