اشتدّ المرض على النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم
فأغمي عليه ، فلمّا أفاق قال صلى الله عليه وآله وسلم
:(أُدعوا لي أخي وصاحبي)
وعاوده الضعف فقالت عائشة : لو بعثت إلى أبي بكر ، وقالت حفصة : لو بعثت إلى عمر ، فاجتمعوا عنده جميعاً فقال صلى الله عليه وآله وسلم
:(انصرفوا فإن تك لي حاجة أبعث إليكم)
.
ثمّ دُعي عليّ عليه السلام
فلمّا دنا منه أومأ إليه ، فأكبَّ عليه ، فناجاه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم
طويلاً ، ثمّ ثقل النبيّ وحضره الموت ، فلمّا قارب خروج نفسه قال لعليّ عليه السلام
:( ضع رأسي في حجرك ، فقد جاء أمر الله تعالى ، فإذا فاضت نفسي فتناولها بيدك ، وامسح بها وجهك ، ثمّ وجّهني إلى القبلة وتولّ أمري وصلِّ عليَّ أوّل الناس ، ولا تفارقني حتى تواريني في رمسي ، واستعن بالله تعالى )
.
وهكذا انتقل الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم
إلى جوار ربّه راضياً مرضيّاً بعد أن أدّى رسالته بأحسن وجه ، وأوضح السبيل للأمة من بعده وعلي بن أبي طالب عليه السلام
يلازمه ملازمته الظل لذي الظل ويتابعه متابعة التلميذ لأستاذه في جميع لحظات حياته الرسالية المباركة .
ــــــــــــ