دوّن أكثر المؤرّخين هذا الحديث في كتبهم على هذا النحو ، ولم يذكروا من وصاياه إلاّ وصيّتين وسكتوا عن الثالثة أو تناسوها مجاراةً للحاكمين الّذين تقمّصوا الخلافة بعد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم
، في حين أنّه لم يسبق لأحد من الرواة لأحاديثه صلى الله عليه وآله وسلم
أن نسي شيئاً أو فاته دون أن يدوّنه حتى يمكن القول بأنّهم
ــــــــــــ
أحصوا حتى أنفاسه صلى الله عليه وآله وسلم
فكيف نسي الحاضرون على كثرتهم وازدحامهم عنده وصيّته الثالثة وهو في حالة الوداع لهم ؟ وهم ينتظرون كلّ كلمة تصدر منه تهدّئ من روعهم وتبعث الأمل في نفوسهم نحو المستقبل ؟ ولولا أنّ الثالثة تأكيد لنصوصه صلى الله عليه وآله وسلم
السابقة على خلافة عليّ صلى الله عليه وآله وسلم
؛ لم ينسها أو لم يتغافل عنها أحد من الرواة أولئك
!