لمّا شاع وانتشر قول النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم
:( من كنت مولاه فعليّ مولاه )
فَبلغ الحارث ابن النعمان الفهري ، فأتى النبيّ على ناقته وكان بالأبطح ، فنزل وعقل ناقته وقال للنبيّ وهو في ملأ من الصحابة : يا محمّد ! أمرتنا عن الله أن نشهد أن لا إله إلاّ الله وأنّك رسول الله فقبلنا منك ، ثمّ ذكر سائر أركان الإسلام وقال : ثمّ لم ترض بهذا حتّى مددت بضبعي ابن عمك وفضّلته علينا وقلت :( من كنت مولاه فعليّ مولاه )
فهذا منك أم من الله ؟
فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم
:( والله الذي لا إله إلاّ هو ، هو أمر الله )
فولّى الحارث يريد راحلته وهو يقول : اللّهمّ إن كان هذا هو الحقَّ من عندك فأمطر علينا حجارةً من السماء أو ائتنا بعذاب أليم ، فما وصل إليها حتى رماه الله بحجر فسقط على هامّته وخرج من دبره ، وأنزل الله تعالى :(
سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ
)