وحين تمّ الاتّفاق على اللقاء التأريخي بين طلائع المسلمين القادمين من المدينة مع قائدهم الرسول صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلم في بيت عبد المطلب سرّاً وقف إلى جانب الرسول عمّه حمزة وعليّ والعباس(١) ، وتمّت البيعة على أفضل شكل.

وعلى رغم كلّ التدابير التي اتّخذت لسرّيّة اللقاء وإنجاحه إذ تمّ انعقاده دون علم أحد حتى من المسلمين، إلاّ أنّ أنباءه قد تسرّبت إلى المشركين، فتجمّعوا وأقبلوا مع أسلحتهم إلى مكان الاجتماع، فخرج إليهم حمزة ومعه عليّ عليه السلام بسيفهما، فسألوا حمزة عن الاجتماع فأنكر ذلك فرجعوا خائبين.

إنّ حضور عليّ عليه السلام في هذا الحدث الهام والاجتماع التأريخي يكشف عن دور عليّ عليه السلام في أهمّ لحظات الدعوة وتأريخ الرسالة، لأنّه كان يعطي الأنصار صورة جيدة عن رسول الإسلام وعن حماية بني هاشم له صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلم فتزداد ثقتهم واطمئنانهم بالدعوة والرسالة الإسلامية.

وكان تخطيطاً مُوفّقاً وتدبيراً محكماً من النبيّ صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلم ، إذ استعان بأشجع رجال بني هاشم حمزة وعليّ عليهما‌ السلام فهما اللّذان عُرفا بالبأس والشدّة في توفير القدر الكافي من الحماية للرسول وللرسالة معاً.