لقد تراكمت الأحداث على الرسول، واشتدّت قريش في تحدّيه وإيذائه بعد وفاة عمّه أبي طالب، ولم يعد في مكّة من تهابه قريش وترعى له حرمة، حتى قال النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم
:(
ما زالت قريش كاعّةً عنّي حتى مات أبو طالب
)
فكان عليه أن يُغيّر مكانه ويستبدله بمكان أكثر أمناً يستطيع منه الانطلاق لنشر الدعوة الإسلاميّة إلى أرجاء الجزيرة العربية والعالم أجمع، فأخذ يعرض نفسه على القبائل وابتدأ أوّلاً بالطائف، وبعد عشرة أيام من مكوثه هناك لم تتجاوب معه ثقيف، بل أغْرت به الصبيان والخدم والعبيد ليرشقوه بالحجارة، فوقف عليّ عليه السلام
ومعه زيد بن حارثة يتلقّيان الضربات ويمنعان الصبية عن مواصلة الاعتداء حتى أصيبا بجروح في جسدهما، ومع ذلك تعرّض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
للإصابة وسالت الدماء من ساقيه
.
وروي أنّه كان للنبيّ صلى الله عليه وآله وسلم
عدّة هجرات أُخرى تحرّك خلالها لعرض نفسه على القبائل لنشر الدعوة الإسلامية وتحصين دعوته، ولم يكن معه في حركته إلاّ عليّ بن أبي طالب عليه السلام
فخرج إلى بني عامر بن صعصعة والى ربيعة وبني شيبان
. وعليّ يلازمه في كلّ خطواته.
ــــــــــــ