هو محمد بن الرشيد ، وُلد سنة (١٨٠ أو ١٧٨) ، واستولى على كرسي الخلافة سنة (٢١٨ هـ) أُمّه ماردة كانت أحظى الناس عند الرشيد .
وكان إذا غضب لا يبالي من قتل ، وكان من أشدّ الناس بطشاً ، كان يجعل زند الرجل بين أصبعيه فيكسره .
وهو أوّل خليفة أدخل الأتراك الديوان وكان يتشبّه بملوك الأعاجم ويمشي مشيتهم ، وبلغت غلمانه الأتراك بضعة عشر ألفاً .
وهجاه دعبل الخزاعي بالأبيات التالية :
ملوك بني العباس في الكتب سبعة
|
|
ولم يأتنا في ثامن منهم الكُتْبُ
|
كذلك أهل الكهف في الكهف سبعة
|
|
غداة ثَوَوْا فيه وثامنهم كلبُ
|
وإنّي لأزهى كلبهم عنك رغبةً
|
|
لأنّك ذو ذنب وليس له ذنبُ
|
لقد ضاع أمر الناس حيث يسوسهم
|
|
وصيف واشناس وقد عظم الخطبُ
|
وسار على ما كان عليه المأمون من امتحان الناس بخلق القرآن وقاسى الناس منه مشقّة في ذلك ، وقتل عليه خلقاً من العلماء.
وفيها تحوّل المعتصم من بغداد وبنى سُرّ مَن رأى بعد أن اعتنى باقتناء الترك وبذل الأموال الطائلة فيهم حتى ألبسهم الديباج ومناطق الذهب وأصبحوا يؤذون الناس ببغداد حتى هدّده أهل بغداد بمحاربته إن لم يخرجهم منها ؛ ولهذا بنى سامراء وأخرجهم من بغداد .
وغزا المعتصم الروم سنة (٢٢٣ هـ) وفتح عمورية ومات في ربيع الأوّل سنة (٢٢٧ هـ) ودامت حكومة المعتصم ثماني سنين وثمانية أشهر .