أقبلت الزهراءعليهاالسلام
وهي تجر أذيال الحزن وتتطلع إلى أبيها وهو على
ــــــــــــ
وشك الالتحاق بربّه فجلست عنده منكسرة القلب دامعة العين وهي تردد:
وأبيض يستسقى الغمام بوجهه
|
|
ثمالَ اليتامى عصمة للأرامل
|
وفي هذه اللحظات فتح النبي صلى الله عليه وآله وسلم
عينيه وقال بصوت خافت:يا بنية هذا قول عمك أبي طالب لا تقوليه ولكن قولي:
(
وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ
)
.
وكأنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم
كان يريد بذلك أن يهيّىء ابنته فاطمةعليهاالسلام
لما سيجري من أحداث مؤسفة فإن ذلك كان هو الأنسب لتلك من قول أبي طالب رضي الله تعالى عنه وأرضاه.
ثم إنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم
أومأ إلى حبيبته الزهراءعليهاالسلام
أن تدنو منه ليحدثها فانحنت عليه فسارّها بشيء فبكت ثم سارّها ثانية فضحكت. وقد أثارت هذه الظاهرة فضول بعض الحاضرين فسألوها عن سرّ ذلك فقالتعليهاالسلام
:ما كنت لاُفشي سرّ رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم
.
ولكنّها سئلت بعد وفاة أبيها صلى الله عليه وآله وسلم
عن ذلك فقالت:
أخبرني رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم
أنه قد حضر أجله وأنه يقبض في وجعه هذا، فبكيت ثم أخبرني أني أول أهله لحوقاً به فضحكت
.