كانت ثورة الزنج حدثاً مهماً لما نتج عنها من آثار سيئة، فقد صحب حركة الزنج هذه، قتل، ونهب، وسلب، وإحراق مما أدّى إلى اضطراب الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في عدّة من الأمصار التي سيطر عليها صاحب الزنج، فبدأت ثورتهم في البصرة وامتدّت إلى عبّادان والأهواز وغيرهما.
والقضاء على هذه الحركة قد كلف الدولة كثيراً من الأموال والجند الذين هزمهم صاحب الزنج في أكثر من واقعة، وأخيراً تمكّنت
ــــــــــــ
الدولة من القضاء عليهم
.
وقد ادّعى صاحب الزنج علي بن محمد أنه ينتسب إلى الإمام علي عليه السلام
، ولكنّ الإمام الحسن العسكري عليه السلام
كذب هذا الادعاء، فعن محمد بن صالح الخثعمي قال: كتبت إلى أبي محمد ـ الحسن العسكري عليه السلام
ـ أسأله.. وكنت أريد أن أسأله عن صاحب الزنج الذي خرج بالبصرة.. فوقّع عليه السلام
:«صاحب الزنج ليس مِنّا أهل البيت»
.
وفي نصّ الإمام عليه السلام
هذا دلالة على عدم شرعيّة ثورة صاحب الزنج وعدم ارتباطها بخط أهل البيت عليهم السلام
وأنّها بعيدة عن الالتزام بمبادئ الإسلام.