استشهاد الإمام الهادي عليه السلام
ظلّ الإمام الهادي عليه السلام
يعاني من ظلم الحكّام وجورهم حتّى دُسّ إليه السمّ كما حدث لآبائه الطّاهرين ، وقد قال الإمام الحسن عليه السلام
:ما منّا إلاّ مقتول أو مسموم
.
قال الطبرسي وابن الصباغ المالكي : في آخر ملكه ( أي المعتز ) ، استشهد وليّ الله علي بن محمد عليهما السلام
.
وقال ابن بابويه : وسمّه المعتمد
.
وقال المسعودي : وقيل إنّه مات مسموماً
; ويؤيد ذلك ما جاء في الدّعاء الوارد في شهر رمضان : وضاعف العذاب على مَن شرك في دمه
.
وقال سراج الدين الرفاعي في صحاح الأخبار : ( وتوفّي شهيداً بالسمّ في خلافة المعتز العباسي ) .
وقال محمد عبد الغفار الحنفي في كتابه أئمة الهدى : ( فلمّا ذاعت
ــــــــــــــ
شهرته عليه السلام
استدعاه الملك المتوكل من المدينة المنوّرة حيث خاف على ملكه وزوال دولته وأخيراً دسّ إليه السمّ )
.
والصحيح أنّ المعتز هو الذي دسّ إليه السمّ وقتله به .
ويظهر أنّه اعتلّ من أثر السمّ الذي سُقي كما جاء فى رواية محمّد بن الفرج عن أبي دعامة ، حيث قال : أتيت عليّ بن محمد عليه السلام
عائداً في علّته التي كانت وفاته منها ، فلمّا هممت بالانصراف قال لي :يا أبا دعامة قد وجب عليّ حقّك ، ألا أُحدّثك بحديث تسرّ به ؟
قال : فقلت له : ما أحوجني الى ذلك يا ابن رسول الله .
قال :حدّثني أبي محمد بن عليّ ، قال : حدثّني أبي عليّ بن موسى ، قال : حدثّني أبي موسى بن جعفر ، قال : حدّثني أبي جعفر بن محمّد ، قال : حدّثني أبي محمّد بن عليّ ، قال : حدّثني أبي عليّ بن الحسين ، قال : حدّثني أبي الحسين بن عليّ ، قال : حدّثني أبي علي ابن أبي طالب
عليهم السلام
، قال : قال لي رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم
: يا عليّ اكتب : فقلت : وما أكتب ؟ فقال : اكتب بسم الله الرحمن الرحيم الإيمان ما وقّرته القلوب وصدّقته الأعمال ، و الإسلام ما جرى على اللّسان ، وحلّت به المناكحة
.
قال أبو دعامة : فقلت : يا ابن رسول الله ، والله ما أدري أيّهما أحسن ؟ الحديث أم الإسناد ! فقال :إنّها لصحيفة بخطّ علي بن أبي طالب
عليه السلام
وإملاء رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم
نتوارثها صاغراً عن كابر
.
قال المسعودي : واعتلّ أبو الحسن عليه السلام
علّته التي مضى فيها فأحضر أبا محمّد ابنه عليه السلام
فسلّم إليه النّور والحكمة ومواريث الأنبياء والسّلاح
.
ونصّ عليه وأوصى إليه بمشهد من ثقات أصحابه ومضى عليه السلام
وله أربعون سنة
.
ــــــــــــــ