عرفنا ـ ممّا ذكر ـ أنّ التحصين الاقتصادي هو أحد الأهداف المنظورة في تخطيط أهل البيت عليهم السلام
للجماعة الصالحة التي أرادوا لها أن تستقلّ في كيانها ، وتبتعد عن عوامل الضعف والانهيار التي تفرضها الظروف السياسية أو الاقتصادية العامّة .
ولنظام الوكلاء دور مهم في هذا التحصين ، كما أنّ الإمام عليه السلام
بنفسه كان يباشر قضاء حوائجهم المادية في جملة من الأحيان .
دخل أبو عمرو عثمان بن سعيد وأحمد بن إسحاق الأشعري وعليّ بن جعفر الهمداني على أبي الحسن العسكريّ فشكا إليه أحمد بن إسحاق ديناً عليه ، فقال : يا أبا عمر ـ وكان وكيله ـ ادفع إليه ثلاثين ألف دينار وإلى عليّ بن جعفر ثلاثين ألف دينار وخذ أنت ثلاثين ألف دينار
.
وعن أبي هاشم قال : شكوت إليه قصور يدي فأهوى بيده إلى رمل كان عليه جالساً فناولني منه كفّاً وقال : اتّسع بهذا فقلت لصايغ : اسبك هذا فسبكه وقال : ما رأيت ذهباً أشدّ حمرة منه
.
وعن عبد الله بن عبد الرحمان الصّالحي أنّه شكا أبو هاشم إلى أبي الحسن عليه السلام
ما لقي من السوق إليه إذا انحدر من عنده إلى بغداد وقال : يا سيّدي ادع الله لي فمالي مركوب سوى برذوني هذا على ضعفه قال : قوّاك الله يا أبا هاشم وقوى برذونك قال : وكان أبو هاشم يصلّي الفجر ببغداد والظهر بسُرّ مَن رأى والمغرب ببغداد إذا شاء
.
وبهذا نختم الكلام عن الخطوط العامّة لدور الإمام عليه السلام
في إكمال بناء الجماعة الصالحة وتحصينها وإعدادها للدخول إلى عصر الغيبة الذي سوف تقترب منه بسرعة .
ــــــــــــــ