قال الصادق ع بر الوالدين من حسن معرفة العبد بالله تعالى إذ لا عبادة أسرع بلوغا لصاحبها إلى رضاء الله من بر الوالدين المؤمنين لوجه الله تعالى لأن حق الوالدين مشتق من حق الله تعالى إذا كانا على منهاج الدين و السنة و لا يكونان يمنعان الولد من طاعة الله إلى معصيته و من اليقين إلى الشك و من الزهد إلى الدنيا و لا يدعوانه إلى خلاف ذلك فإذا كان كذلك فمعصيتهما طاعة و طاعتهما معصية قال الله تعالى و إن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما و صاحبهما في الدنيا معروفا و اتبع سبيل من أناب إلي ثم إلي مرجعكم و أما في باب المصاحبة فقاربهما و ارفق بهما و احتمل أذاهما بحق ما احتملا عنك في حال صغرك و لا تضيق عليهما في ما قد وسع الله تعالى عليك من المأكول و الملبوس و لا تحول وجهك عنهما و لا ترفع صوتك فوق صوتهما فإن تعظيمهما من أمر الله و قل لهما بأحسن القول و الطف بهما فإن الله لا يضيع أجر المحسنين
المصدر:
كتاب مصباح الشريعة