قال الصادق ع زين [أزين] اللباس للمؤمن لباس التقوى و أنعمه الإيمان قال الله تعالى و لباس التقوى ذلك خير و أما اللباس الظاهر فنعمة من الله تعالى تستر بها عورات بني آدم و هي كرامة أكرم الله بها ذرية آدم ما لم يكرم بها غيرهم و هي للمؤمنين آلة لأداء ما افترض الله عليهم و خير لباسك ما لا يشغلك عن الله عز و جل بل يقربك من ذكره و شكره و طاعته و لا يحملك على العجب و الرياء و التزيين و التفاخر و الخيلاء فإنها من آفات الدين و مورثة القسوة في القلب فإذا لبست ثوبك فاذكر ستر الله عليك ذنوبك برحمته و ألبس باطنك كما ألبست ظاهرك بثوبك و ليكن باطنك من الصدق في ستر الهيبة و ظاهرك في ستر الطاعة و اعتبر بفضل الله عز و جل حيث خلق أسباب اللباس ليستر العورات الظاهرة و فتح أبواب التوبة و الإنابة و الإغاثة ليستر بها العورات الباطنة من الذنوب و أخلاق السوء و لا تفضح أحدا حيث ستر الله عليك ما هو أعظم منه و اشتغل بعيب نفسك و اصفح عما لا يعنيك حاله و أمره و احذر أن يفنى عمرك بعمل غيرك و يتجر برأس مالك غيرك و تهلك نفسك فإن نسيان الذنوب من أعظم عقوبة الله تعالى في العاجل و أوفر أسباب العقوبة في الآجل و ما دام العبد مشتغلا بطاعة الله تعالى و معرفة عيوب نفسه و ترك ما يشين في دين الله عز و جل فهو بمعزل عن الآفات غائص في بحر رحمة الله تعالى يفوز بجواهر الفوائد من الحكمة و البيان و ما دام ناسيا لذنوبه جاهلا لعيوبه راجعا إلى حوله و قوته لا يفلح إذا أبدا
المصدر:
كتاب مصباح الشريعة