قال الصادق ع في كل نفس من أنفاسك شكر لازم لك بل ألف أو أكثر و أدنى الشكر رؤية النعمة من الله تعالى من غير علة يتعلق القلب بها دون الله عز و جل و الرضا بما أعطى و أن لا تعصيه بنعمته و تخالفه بشيء من أمره و نهيه بسبب نعمته فكن لله عبدا شاكرا على كل حال تجد الله ربا كريما على كل حال و لو كان عند الله تعالى عبادة تعبد بها عباده المخلصون أفضل من الشكر على كل لأطلق لفظة فيهم من جميع الخلق بها فلما لم يكن أفضل منها خصها من بين العبادات و خص أربابها فقال و قليل من عبادي الشكور و تمام الشكر الاعتراف بلسان السر خالصا لله عز و جل بالعجز عن بلوغ أدنى شكره لأن التوفيق في الشكر نعمة حادثة يجب الشكر عليها و هي أعظم قدرا و أعز وجودا من النعمة التي من أجلها وفق له فيلزمك على كل شكر شكر أعظم منه إلى ما لا نهاية له مستغرقا في نعمه عاجزا قاصرا عن درك غاية شكره فأنى يلحق العبد شكر نعمة الله و متى يلحق صنيعه بصنيعه و العبد ضعيف لا قوة له أبدا إلا بالله تعالى عز و جل و الله تعالى غني عن طاعة العبد فهو تعالى قوي على مزيد النعم على الأبد فكن لله عبدا شاكرا على هذا الوجه ترى العجب
المصدر:
كتاب مصباح الشريعة