يا أخنوخ الطريق طريقان إما الهدى و الإيمان و إما الضلالة و الطغيان فأما الهدى فظاهرة منارها لائحة آثارها مستقيم سننها واضح نهجها و هو طريق واحد لاحب لا شعب فيها و لا مضلات تعتورها فلا يعمى عنها إلا من عميت عين قلبه و طمس ناظر لبه من لزمها فعصم لم يضل عنها و لم يرتب بمنارها و لم يمتر في واضح آثارها و هي تهدي إلى السلم و النجاة و دائم الراحة و الحياة و أما طريق الضلالة فأعلامها مستبهمة و آثارها مستعجمة و شعبها كثيرة تكتنف طريق الهدى من يمينها و شمالها من ركبها تاه و من سلكها حار و جار و هي تقطع براكبها و تبدع بسالكها و تؤدي السائر فيها إلى الموت الأبدي الذي لا سكون معه و لا راحة فيه فادع يا أخنوخ عبادي إلي و قف بهم على طريقي ثم كلهم إلي فو جلالي لا أضيع عمل محسن و إن خفف و لا يذهب علي عمل مسيء و إن قل و أنا الحاسب العليم .
المصدر:
بحار الأنوار