يا أخنوخ قد كثرت المعاصي و نبذت الطاعات و نسيني خلقي كأنهم ليس يأكلون رزقي و لا يستوطنون أرضي و لا تكنهم سمائي ما الذي يؤمنهم أن أشوه خلقهم أو أطمس وجوههم أو أحبس الأمطار عنهم أو أصلد الأرضين فلا تنبت لهم أو أسقط السماء عليهم و أرسل شواظا من العذاب إليهم غرهم حلمي فشكوا في علمي و رأوا إمهالي و أملوا إهمالي لا و عزتي ليس الأمر كما يظنون إني لأعلم النقير و القطمير و ليس يخفى علي شيء من الأمور لكني لكرمي أنتظر بعبدي الإنابة و أؤخر معاقبته ترفقا رجاء للتوبة إذ كان لا حاجة بي إلى عذاب أحد من العالمين و رحمتي تسع الخلائق أجمعين فمن تاب تبت عليه و من أناب غفرت له و من عمي عن رشده و لم يبصر سبيل قصده لم يفتني و لا يعتاص علي كبير لكبره و لا يخفى لدي صغير لصغره فأنا الخبير العليم .
المصدر:
بحار الأنوار