[حمد الله]
الْحَمْدُ للهِ غَيْرَ مَقْنُوط(1)
مِنْ رَحْمَتِهِ، وَلاَ مَخْلُوٍّ مِنْ نِعْمَتِهِ، وَلاَ مَأْيُوس مِنْ
مَغْفِرَتِهِ، وَلاَ مُسْتَنْكَف(2)
عَنْ عِبَادَتِهِ، الَّذِي لاَ تَبْرَحُ مِنْهُ رَحْمَةٌ، وَلاَ تُفْقَدُ
لَهُ نِعْمَةٌ.
[ذم الدنيا]
وَالدُّنْيَا دَارٌ مُنِيَ لَهَا الْفَنَاءُ(3)،
وَلاَِهْلِهَا مِنْهَا الْجَلاَءُ(4)، وَهِيَ حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ، قَدْ
عُجِّلَتْ لِلطَّالِبِ، وَالْتَبَسَتْ بِقَلْبِ النَّاظِرِ(5);
فَارْتَحِلُوا مِنْهَا بِأَحْسَنِ مَا بِحَضْرَتِكُمْ مِنَ الزَّادِ، وَلاَ
تَسْأَلُوا فِيها فَوْقَ الْكَفَافِ(6)،
وَلاَ تَطْلُبُوا مِنْهَا أكْثَرَ مِنَ الْبَلاَغِ(7).
____________
1.
مَقْنُوط: ميؤوس، من القنوط وهو اليأس.
2. مُسْتَنْكف; الاستنكاف: الاستكبار.
3. مُنيَ لها الفَنَاءُ ـ ببناء الفعل للمجهول ـ أي: قُدّرَلها.
4. الجلاء: الخروج من الاوطان.
5. التَبَسَتْ بِقَلْبِ الناظِرِ: اختلطت به محبةً.
6. الكَفاف: ما يَكُفّكَ أي يمنعك عن سؤال غيرك، وهو مقدار القوت.
7. البلاغ: ما يتبلّغ به، أي: يقتات به مدّة الحياة.